في احدى الشتاءات ، بسوق مدينتا الذي تمثلُ فضلات الخضر والفواكه ديكور شوارعه. كانت مجموعة من السواح الأسكندناف،أشتروا كليوغرامات من البرتقال.ولما شرعوا في تناولها كانوا يضعون القشور في كيسٍ بلاستيكي اشتروه خصيصا حتى لا يرمونها أرضا!!!
وهنا تتجلى المفارقة العجيبة حد الفجيعة..
فهؤلاء السواح لم يسمحوا لأنفسهم بالإندماج السلبي مع ظاهرة الأوساخ الذي تمثِلُ ديكور السوق..
ببساطة لأن النظافة والمحافظة على المحيط تشربتها نفوسهم،وصارت ثابتا في سلم القِيَّم الإجتماعية، يتعاملون تبعا لمقتضياته بكل أريحية نفسٍ وتلقائية.وهذا السلوك تجده عند الصغير والكبير منهم على حدٍ سواء..
ولكن في مجتمعاتنا "الإسلامية" وُئِدتْ هذه المعاني وغابتْ هذه السلوكات الإجتماعية الراقية.مع أن ديننا يجعلُ النظافة مظهرا لحسن التعبدِ والتقربِ إلى الله..
- "وأما ثيابك فطهر،وأما الرجس فاهجر.."الآية
- "إن الله يحبُ التوابين ويحب المتطهرين.."الآية
- استحباب الوضوء خمس مراتٍ في اليوم..
- سنة الإغتسال مرة في الأسبوع على الأقل..
هذا على المستوى الفردي..
وعلى المستوى العام..بما يصبُ في المحافظة على المحيط..
-"إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها.."الحديث
- "ما من مسلمٍ يغرس غرسا فتأكل من الطير والدواب إلا كان له بذلك أجر"الحديث
- "الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة....وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" الحديث
والسؤالُ المطروح -وبمرارة- ما سرُ شرود الأمة عن معاني النقاء والطهر،وارتكاسها في حمأةِ الأوساخ والقذارة..
حتى صرتَ تجِدْ من المسلمين مُنْتَن الريح،لا تقدر على مجالسته للحظات ربما لم يغتسل شهرا كاملا،وقد يكون صاحب عملٍ شاقٍ ،يُدِرُ منه عرقا كثير..!!!
وعلى مستوى المحيط لاتعدم رؤية أغصان أشجار الحدائق العمومية مقصوفةً،وشجر الورود لا يتزين ببنات جماله..
وترى أحياء بِرُمَتِها لا تتوفرُ على قنوات الصرف الصحي..
فالهواء الطلقِ للقذارات مستقبِلُ..
إن أهل الغرب تعلقوا بالحياة فعرفوا حسن الإستثمار للتمتع بخيراتها وجماليتها..
والمنتسبون لأمة الإسلام تمزقت بهم دروب الشرود،فلا عرفوا الإنتساب لأهل الدنيا ليستمتعوا.ولا أحسنوا تمثل مبادئ دينهم لينالوا رضا ربهم والإستمتاع بزينة الحياة الدنيا..
"قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق؟قل:هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ،خالصة يوم القيامة.."الآية الكريمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق