قبل البدء:
بمناسبة مناقشة إبنتي "إيمان" مذكرة التخرج لنيل شهادة الليسانس -علوم الاعلام والاتصال- شرفتنا الاخت "هدى اليقين" بحضورها..متوجا بهذا البوح فلها ألف تحية.
طلت البهية متألقة بثوب النقاء .... كالأميرة الحسناء ...
من حكاوى ألف ليلة و ليلة ....
فأشرق وجهها الجميل الفائق البهاء .... تكسوه حمرة رقيقة من الحياء ....
يا لها من فتاة ....
جعلت الأمل بعينيها أبهى كحلة ... يتسلل بين رموشها ليشع كالثريا ...
و جعلت الحلم المتوهج في ذهنها قنديلا عتيقا ... فأخجلت البدر في السما ...
و جعلت النبل في روحها زهور نرجس .... تنساب بين أوراقها قطرات الندى ...
كل الأعين تترصد خطواتها الرشيقة .... إنها الريم بذاتها تتهادى ...
بمشيتها الأنيقة التي تفيض نضارة ... أقبلت الحورية و دخلت القاعة ....
كانت تتلألأ بين الحضور كالنجمة ...
و تلك البسمة التي إحتوت عينيها بوميض طفولي .... أذهلت العقول بنظرة ....
فضاع مني الوصف و استشهدت على مشارفها الكلمة ....
يا نورًا تجلى في وجه صبوح يقطر بهاءا و نعومة ...
بإسم الأمل المزروع بروضة عينيك ....
باسم الضياء الذي يغمر وجهك ....
باسم الود الذي يسكن سراديب فؤادك ....
أحيي فيك الشموخ ... يا فخر أبيك ...
أنت كوكبة الأحلام الزاهية .... يا أنس أبيك ...
أحيي فيك العفة التي تنحر جذور الرضوخ .... يا روح أبيك ....
أنت سرب صفاء يجتاح كل القلوب ... أنت أريج كل الورود ...
أنت شمس لا تأبى لحظة الغروب ... أنت ذاك الغد المزهر الموعود ...
أيتها المتوجة بالنقاء.. و عناقيد الياسمين المتضوعة عطرا ....
مبارك عليك موسم الأفراح الطالعة ....
لن أنسى ابدا لحظة إعلان النتائج .... و رعشات الشوق المدججة بالحنين ....
التي إرتسمت على محيا الوالدين ....
حين زف خبر النجاح... وسط طقوس الفرح و الزغاريد....
فتعالى صوتهما المغمور بالطيبة و الوقار ....
" بالأحضان بنيتي بالأحضان "
و أخذا يقبلان جبينك العامر بالأنوار ...
أيتها المقيمة بالذاكرة و الوجدان ....
لك دوام النجاح الذي يشق عنان المستقبل الوضئ...
و دمت دوما تلك النخلة الشامخة ..
يا ايمان ....
بقلم:هدى اليقين
إيه...بنيتي..
نبع الذكريات تفجر جداول بأشهى الصور..
العامرة بدفق الحب..ودفء الحنان..
تراقصت نشوى بصفحات قلبي –حيث حبك رابض- مرت ومضات عمرك غضة ندية..حافلة بالحياة..
إيه ..بنيتي...
لا زلت أذكر -وانت بفناء الحول الثاني من عمرك تدرجين-...ليلة علا بكاؤك في جوف الليل البهيم..تهاوى بقلبي طعن سكاكين..
بحرقة البكاء تطلبين ثدي أمك..ترومين صفاء حليب..يسقيك حبا.. و يمنحك دفق حنان..
وما كان لنا الخيار..فقد صار الفطام صاحب القرار
ايه بنيتي..
لا زلت أذكر..حين تقرأين بصفحة وجهي سخطا مني عليكِ..مشفوعا بالصمت المطبق يلامس تخوم الصد والهجران..
فتضعين كفي بين راحتيك..وببراءة الأطفال في نقاء السحاب تقولين :
"أبتي..إن اغضبتك..فسامحني..ما قصدت يوما إيذاءك..يا أروع اب في الوجود..
انت ذخري..بك إعتزازي..وانت بدربي الدليل"
تحضنني بنيتي..والدمع السخين سائل بركاني يحرق وجنتيها..
فأبتسم..من قلبي تنزاح غمامات غيظ..مكانها يورق مني صفح جميل..
إيه بنيتي..
لازلت أذكر ذاك الشتاء العاصف..إذ هدّ المرض جسدي..فوقف به على شفا القبر..
وأنت الغضة الناعمة..تثقلين كاهلك بحاجياتي..والمحفظة العاتية لك قرين..
برغم بعد المستشفى..برغم العواصف الهوج..برغم المطر الهطال..تأتيني بنيتي..
تجلس قبالة سريري...
تمسكين-كالعادة- كفي بين راحتيك ..تواسينني..
إيه بنيتي ..
لازلت اذكر كيف تواجهين زمجرة غضباتي بالصمت المطبق..
وبعد هنيهة تأتي بنيتي بصفاء القلب :
"أبتي..هل لك في حاجة..هل احضر لك فنجان قهوة؟"
إيه بنيتي..
لازلت اذكر جميل خصالك..وأستحضر دماثة أخلاقك..
لا زلت أذكر..ِبركِ بوالديك..
لا زلت اذكر نبع حنانك المتدفق على إخوتك..بل على كل من حولك..
إيه بنيتي...
لازلت أذكر ولن أنسى..
غرستِ مشاتل الافراح بقلبي بنجاحك المدوي..
بنيتي..لازلت أذكر..ولئن نسيت ..فلن أنسى حتى اوسد في الترب..
شهادة أستاذتك-صاحبة الوجه الحيي الصبوح حيث لسمات الإيمان نور يلوح - اذ قالت ويا أروع ما قالت :
" شهادة لله اقولها..ايمان مذ عرفتها كانت في قمة الاخلاق"
بنيتي..أبوك المُحِب عنك راضى..
"اللهم ألبسها حلة رضاك..اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم"
بارك الله لك فيها ووفقها ببركة دعاء الوالدين .. تقبل مروري
ردحذفبارك الله فيك يا عبقري
ردحذف