الطفلُ الوديعُ ما غادرَ أعماقي

الطفل الوديع ما غادر أعماقي...مذ دوت صرخة ميلادي بالآفاق
امتدت جذوري بعمق أيامي المسافرة...
امتصت من تجاربي...اعتصرت من خبراتي نسغ الحكمة .
تطاول جذع العمر..صلب..
على أفنانه ينع الثمر..
والطفل الوديع ما غادر أعماقي !!
حلى وطاب له المقام..رفض رخصة الانعتاق !!

حين تلقي سفن الأحزان مرساة همومها بمرافئ أيامي..
بجنبات فؤادي تبرعم ضحكة الآمال..
يرسلها الطفل الوديع بأعماقي..
فينتحر قراصنة أفراحي..على حد وميض براءة الطفل الوديع..

حين تهوي سياط الأتراح على قلوب لها- بالقلب نبض وصل ترسم على شغافها أخاديد الجراح..
تفجر الصراخ دفق نزيف..
يبكي الطفل الوديع الساكن بأعماقي..
يهمس على الوجنتين بسيل العبرات !

حين يطعنني من أسكنتهم سويداء القلب...
أداري أحزاني...أواري نزف جرحاتي..
واهديهم وردة بيضاء..ونَصْلُ سيفهم لا زال يعبث بأعماقي..
تلسعهم سياط الضمير كاوية...
َيؤبون...إذ التأنيب يؤرقهم..
رقيق الاعتذار يهدوني..
حينها..
يحترق الطفل الوديع بمكرمتهم..
يرسل دمع الصفح..
فاحضنهم !!
وجرحهم بالقلب..صار محرج..
ينكس الرأس..ينسحب..
فتزهر بأعماقي ورود حب لهم وود..

أيا أيها الطفل الوديع..الساكن بأعماقي..
ناشدتك الله..لا ترحل..
لا تغادر..حتى تغادر مني الروح التراقي..
فسكناك بأعماقي..
مدرج سمو..
إلى المعالي به ارتقائي..
ناشدتك بالله لا ترحل..لا ترحل...لاترحل.